عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

قصقوصة

الغربان

30 سبتمبر، 2024 تواريخ بلا ارقام
الغربان

.. لما الفاطمين حبو يعملو مدينة جديدة لهم فى مصر .. ويكون لها اسم تانى غير « الفسطاط والقطائع » والكلام ده .. خدو بعضهم و راحو الشرق الصحراوى بقصد مجاورة مسجد ومقام ” الحسين ” اللى هما قتلو اخوه .. المهم .. قررو انهم يبنو مدينتهم الجديدة هناك .. اللى هو هنا يعنى .. المهم .. طبعا هيبتدو العمران بالمسجد « الأزهر » نسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول – اللى هما قتلو ابنها الحسين – .. المهم .. هما كانوا مضربوبين بموضوع الفأل الحسن والفأل السيئ و أوضاع النجوم .

جابو علماء الفلك بتوعهم وطلعوهم الجبل اللى عليه الأزهر بارك حاليا .. والعمال وقفو تحت فى المنطقة اللى فيها المسجد الأزهر حاليا .. العلماء بتوع الفلك مستنين أى « فال حسن » بين النجوم .. وعليه يقولو للعمال يلا اشتغلو ..

.. طبعا المسافة من قمة الجبل لحد تحت كبيرة .. « الجبل أكيد كان أعلا من كده من ألف سنة » .. وهما عاوزين بمجرد ما يشوفو حاجة فى السما يدوا إشارة فـ الناس تشتغل فورا .. فـ اتفقوا على إنهم ينصبو طابور من العواميد الخشب .. من فوق الجبل لحد تحت عند العمال .. ويشدو عليه حبل .. ويتحط فى آخره أجراس – ناحية العمال يعنى – لو علماء الفلك حركو الحبل من فوق الأجراس هتضرب تحت والعمال تشتغل على بركة الله ( انا بحكيلك تاريخ يا حمار .. يعنى تقعد عدل ) ..

المهم العلماء فوق بيراقبو السما وحركة النجوم .. والعمال تحت مستنين الإشارة عشان يبتدو حفر .. والجميع فى انتظار البتاع دهون .

الجماعة العلماء وهما قاعدين فوق .. و كل واحد فيهم معاه كوباية الشاى أبو نعناع بتاعتو ومولع سيجارته الحلوة .. بيبصو لقو « عفار » طالع من تحت .. العمال ابتدو شغل ؟؟؟ .. راحو مشخرين « بطريقة فلكية طبعا » ونزلو يجرو ..

.. انت يابنى انت وهو بتحفرو ليه ؟ .. قالك انتو شديتو الحبل و الأجراس ضربت .. مش هيا دى الاشارة ولا ايه ؟ .. وكاد العمال أن يشخرو هما كمان « بطريقة فواعلية طبعا » بس خافو على أكل عيشهم .. بالتأكيد دول كانو عمال مصريين من أهل البلد واحنا مش عايزين نشد مع الفاطمين من أولها و العاصمة الجديدة لسه فيها شغل كتير وكلنا عايزين نسترزق ..

انتو ضربتو الجرس – لا ما ضربناش الجرس – لا انتو ضربتو الجرس – لا ما ضربناش – مش عاوز اطول عليك قولى طول .. وهما خلاص هيمسكو فى بعض لقو صوت جاى من فوقهم بيقول « صلو ع النبى يا اخوانااا .. احنا اللى ضربنا الجرس » .. ايه ده ؟ مين دول ؟

لقوهم « مجموعة غربان » واقفين عـلى الحبل .. يظهر عجبتهم البلاكونة الجديدة المنصوبة دى فــ حبو يجربوها .. و طبعا أول ما لمسو الحبل برجليهم الطاهرة الأجراس عملت تررم تررم وحصل اللى حصل .. « يا ولاد القحبة » هكذا قال أحد العمال المصريين ..

يعنى من الآخر الغربان شخت على الخطة كلها « أحا بجد » هكذا قال كبير العلماء الفلكيين .. وأكمل وهو يشعل سيجارة جديدة ” طب وبعدين .. لو وقفنا الحفر ده فال وحش .. ولو استمر الحفر ده فال أوحش .. طب خليكو شغالين واحنا هنطلع فوق نتداول الموضوع ” ..

” يلعن أبو أم كده ” – صوت مجهول – ..

وصعد الفلكيون مرة أخرى بملابسهم السوداء المتربة إلى قمة الجبل .. وأخذوا يتحسسون الفضاء لعله يهديهم إلى طريقة للخروج من هذا المأزق .. وبالفعل .. وجدوا أن النجم القاهر « زحل » ظاهرا فى السماء الدنيا فى منزلة حسنة – قاعد حاطط رجل على رجل يعنى – فنظر بعضهم إلى بعض وهزوا رؤوسهم وقالو « خلينا نخلص » .. نسميها القاهرة على اسم النجم « القاهر » لتكون أختا له .. ونقول لجوهر الصقلى انها ستكون قاهرة على أعدائها – وهو حمار وهيصدق – هو أصلا « حلوانى » ولا قائد ولا نيلة .. وقد كان ..

…………………………………………………….

ربما يكون فى ذلك إجابة شافية وتفسيرا مرضيا لأحوال مدينة الملايين .. فـ الغربان هم من سبقوا الجميع و سرقوا إشارة البدء فى وضع أساسات « ست الهوانم » ..

الواقعة حقيقية .. وكتب التاريخ تشهد ..

Related Posts
Write a comment