عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

قصقوصة

لقد كان الإسكندر يشخر بانتظام

لقد كان الإسكندر يشخر بانتظام

نصف الليلة الآخر ..

( الأولى )

« نعم لقد كان الإسكندر يشخر بانتظام »

كان ذلك فى السنة التى سبقت حرب الخليج .. فى الشتاء .. فى احتفلات المولد النبوى .. فى الليلة الكبيرة .. وما ادراك ما الليلة الكبيرة .. صخبٌ لا يعلوه صخب .. لم يستح فيها الشيطان – كعادته – و أوعز إلى بعض أتباعه فهبت الخناقة على أحد أطراف المولد .. قادها بعض الأشقياء بعدما نصبوا ترابيزة للعب القمار بالقرب من صوان صوفى عتيد له رواده وساداته فـ نهروهم وطردوهم بل وطاردوهم .. « أيها الجبناء .. لا تنجسو ساحتنا فى ليلة ميلاد الرسول .. » فاغتاظ جماعة القمار وخافو على هيبتهم فى المنطقة فلا شك أن بعضا من أهل الحى قد شاهدهم وهم يهرولون خشية الشوم الصوفى الصعيدى .. فقرر أرباب السوابق أن يقوموا بعمل – نمرة – على خطوط التماس ببن أرض المولد والبيوت المحيطة به .. فحرقو محلاً مغلقا منذ سنوات يتمنى صاحبه بصلات نسب بعيدة لأحد اقطاب تلك الساحة الصوفية – رد فعل استراتيجى مدروس من حرامية مدربون على المكايدة – محل مهجور وحريق محدود دون التورط فى خسائر أكبر قد يصل الرد عليها إلى إزهاق الأرواح .. لكن الهدف الأهم – وهو الآخر استراتيجى – لقد فعلوا ذلك لكى يتسنى لصبيانهم فيما بعد تحريف القصة بأكملها وابتداع رواية أخرى تحفظ كرامتهم التى لحوستها المياة العطنة للبلاعة الكبرى التى سقط بعضهم فيها وهم يركدون .. « ولطالما عبث الصبيان بالحقائق وحرفوها » ..

على الفور وعلى غير العادة أتت الشرطة و بالطبع لم تجد منهم أحدا .. وحتى إن وجدت فكل هؤلاء – السوابق – أولاد زوانى مرشدون معروفون لدى المباحث لا شرف لهم ولا عزيز – إلا فى هوجة الأفلام المصرية الجديدة – محدثة النعمة – هى التى قدمتهم على أنهم أولاد بلد و جدعان .. تفووو – .. المهم .. أتت الشرطة ولم تجد سوى لمة من شباب الحتة يتلكعون هنا وهناك .. لا يلوون على شيئ .. شفطهم البوكس فى جوفه بسرعة شاليموه مستورد .. ثم قفل مسرعا إلى مبنى القسم المملوك لعائلة حسين فهمى والمتنازع عليه قانونيا .. كانوا خمسة .. وكنت فيهم ..

فى نوفمبر .. ذاك الشهر الذى تتمحك فيه الشراميط كرامة لفيلم أمريكى لا قيمة له كالقرش الماسح .. فى دقيقتين صرنا داخل القسم .. و بعد أن اطلع الاسكندر الأكبر على بطاقاتنا الشخصية التى كانت بحجم الجيب الورانى للبنطالون قال « .. أحا .. كلكو من شارع البحر ؟؟ .. جرا ايه يا جابر ؟ جرى ايه يا جاااابر .. « شخرة » انت جايبهم من بيتوهم ؟ ماشى .. بقولكم ايه الساعة اتنين دلوقت .. ومحدش بيروح من القسم الساعة اتنين بالليل .. « شخرة » أصلو مش كبارية هو .. كام ساعة والنهار بتاع ربنا هيطلع وتغورو فى داهية .. هتأنسونا ليلة .. حظكم وحش التلاجة مليانة .. هتباتو فى الحجز .. هيا ليلة استحملوها بقى و بلاش علوقية .. متخافوش من البرد .. هاتولى جابر ..

.. لم افهم لماذا « متخافوش من البرد » ولم يجرئ أحدا على السؤال .. فلقد كان الإسكندر يشخر بانتظام .. وكنا نظنها انتهت .. لكنها ما لبثت أن ابتدأت ..

… « قادم »

Related Posts
Write a comment