عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

عمرو عيسى

يكتب

يؤلف

يروى

يقود الجولة

قصقوصة

يوم المتخلفين

يوم المتخلفين

.. على طريقة ” تسمح تولعلى ” فتح معى الشاب الذى كان يجلس جوارى طرف الحديث .. وظل الحديث له طرف واحد لعدة دقائق .. رغم أننى لم يضايقنى مظهر الجلابية .. وفوق ذلك كانت جلابيته تعلوها النزاهة .. هو نفسه كان على درجة من الوقار لابأس بها بالنسبة لسنه الصغير .. ولكنى كنت منشغلا بالإحباط .. رحلة شاقة قضيتها فى محاولة الفرار القانونى وها أنا ذا فى الهايكستب .. سوف أدخل الجيش ..

.. كانت السيجارة السوبر فى نصفها .. حينما قررت ان ألتفت إليه بعقلى .. كلانا جاء متأخرا عن موعده .. واليوم رسميا هو ” يوم المتخلفين ” كنت استغرب بروده هو الآخر أو هدوئه .. لم يكن هناك زحام ولا توتر .. حالة نادرة جدا بالنسبة لمنطقة تجنيد القاهرة

.. كل المبسوطين ماديا وأبنائهم بالإضافة لهواة الفشخرة كانوا لا يدخنون سوى المارلبورو الأحمر .. كانت توضع فى جيب القميص كى يلاغى غلافها العيون .. وكان للجلابية جيب على الصدر لكنه رغم ذلك كان يخفيها فى السيالة .. بعض البخلاء يفعلون ذلك ..

.. لكنه ظل طول الوقت يعزم بصدق .. لدرجة أنه كذب فى ” حضرة التبغ ” وقال أن المارلبورو تشبه السوبر” مافيش فرق .. كلو دخان ” غريب هذا الولد .. دنا منى انبساط به .. بل لقد حلّ بيا الإنبساط فعلا ونحن جلوس على الرصيف ننتظر شيئا لا أذكره ..

.. وقُضى الأمر .. وانتهت الليلة وأخدنا نمشى ناحية البوابة .. نصف النهار هذا ملعون فى صيف القاهرة خصوصا هنا فى صحراء الهايكستب .. لم يكن من شيئ يذكر يحيط به فى منتصف التسعينات .. بدأ الإنشغال بــ ” شيئ ما ” يستعيدنى .. لقد تأخرت عليه بالحديث مع زميل التجنيد الجديد هذا .. سنصل إلى الميكروباص و غالبا سوف نتفرق فى رمسيس .. سألنى هو – انت ساكن فين ؟ – وقال يااااه .. ده مشوار .. وبينما أجيبه عن كيف وصلت الى هنا .. لاحظت أننا ننحرف عن الأسفلت الى ما يشبه ساحة جراچ .. فقلت فى نفسى ” الولد معاه عربية .. حلو جدا .. انت نجم اليوم يا ابو الطاقية الشبيكة ” ..

.. وصلنا بالفعل بين السيارات ولا حظته يتلفت وكأنه يبحث عن أحدهم .. او يطمأن أن أحدا لا يراه .. هنا انتبهت له .. وأخذت أعيد تقيمه تماما و سألته بقوة .. بتبص على مين ؟ .. تاخر فى الرد .. اعطيته ضهرى وقررت أن أتوه منه فورا .. نادانى بحزم ..

.. ” بدور على السواق .. تقريبا بيشرب شاى .. لحظة واحدة “

.. سواق ؟.. بعد أن حضر عقلى كاملا .. انصرف كاملا .. واستعدت هدوئى وانا أركن ضهرى على سيارة بدا شكلها نظيفا .. واشعلت السيجارة كى انفخ من خلالها لحظة القلق تلك .. سواق ؟ ..

..لم يختفى عن عينى .. لكنه ذهب وحده وعاد وبجواره من يمدّ الخطوة ليسبقه .. ” سلامو عليكو .. لامؤخذة يا استاذ .. كت بشرب شاى ” .. وفتح العربية نفسها التى كنت أركن عليها .. واعتدلت لكى أركب وفى بالى ألا استفهم منه على شيئ .. وبينما أمر من أمام ذت الأربع لاحظت أن فى مقدمتها ذلك « النمر » المعروف .. هى الوحيدة التى كنت اعرفها من بين السيارات الثمينة .. جاجور .. جاجور ؟؟؟ .. لم أقدر على التمثيل .. انبهرت .. وأخذت أعيد تقيمة مرة أخرى .. جاجور ؟؟؟ .. ايه اليوم ده .. استئذت السيجارة السوبر التى لا تزال فى نصفها .. وألقيت بما بقى منها على الرمل .. وركبت …

Related Posts
Write a comment